قيادة البوليساريو تلبس اللباس الطبي وتتخلى عن الزي العسكري وتعلن في بيان رسمي عن موجة ثالثة من كورونا لأغراض سياسية
فيروس كورونا تطور تدريجيا ليجتاح العالم باستثناء بقعة واحدة من الأرض تسمى مخيمات تندوف ، كانت كورونا تطل عليها حسب الحاجة وتبعا لهوى قيادتها ، قبل أن ترى فيها موردا جديدا للتكسب واستجداء الدعم وطلب المساعدات المالية والأجهزة الطبية التي تباع للشبكات المتخصصة.
كورونا بالمخيمات كانت فلكلورية أكثر منها فيروسا ، والكمامة كانت تزيينا للصور ودلالة على الاندماج في الجو العالمي ، ولم تكن أبدا مرتبطة بالحماية والوقاية ، والدلائل كثيرة وصور القيادة عند اعلان الحرب وما بعدها من الأنشطة ( الاحتفالات ، التظاهرات الشعبية ، التجييش للحرب والدعوة للتجنيد ، نقل الصحراويين الى الكركرات وتكديسهم في الشاحنات )ظلت خالية من كل مظاهر الوقاية والتباعد، ولم تلتزم القيادة بالاجراءات الا في حالات نادرة بحضور أجانب أو استقبالات معينة ، او عند الحديث عن الكورونا نفسها، وحتى التوعية بالمرض لم تكن من أولويات جبهة البوليساريو.
لم تلبث الكورونا أن تسللت رويدا رويدا الى المخيمات ، وسقط العشرات بين ميت ومريض ، واستمرت جبهة البوليساريو في التعامل بانتقائية ولا مبالاة ، وبعد توالي الهزائم في الحرب المعلنة على المستوى الميداني والدولي ، بدأت جبهة البوليساريو تتحدث لأول مرة عن الجائحة وتحذر منها ، وتشتكي من تبعاتها ، وكل ذلك لغرض واحد وهو استغلال الجائحة من اجل تقييد ساكنة المخيمات وتكميم الأفواه عن التعبير ضدها ، وليس عن نقل الفيروس أو حماية النفس، ورغم ذلك ظل الحديث عن كورونا سياسيا أكثر منه واقعيا ، وكانت تعاملها يحمل كثيرا من الاستخفاف بالموضوع لكن يؤخذ مطية للتحكم بالمخيمات وليس ايمانا بالجائحة أو بوجودها ، وظل الأمر على ما هو عليه الى أن أصيبت القيادة بالفيروس وعلى رأسها ابراهيم غالي ، حينها أقيمت الدنيا ولم تقعد ، واستنفرت البوليساريو كل وسائلها وانتشر الحديث عن المرض، ودخلت جرعات للتلقيح بعدد بسيط يكفي للقيادة ومسؤولي الصف الثاني ، وانتقل المصابون من قيادة الصف الأول للعلاج بالجزائر ومنهم من قضى نحبه ومنهم من تعافى بصعوبة ، وحده الرئيس فعلت الجزائر المستحيل لإنقاذه وكل يعرف بتفاصيل فضيحة نقله وتطبيبه باسبانيا على نفقة الشعب الجزائري ، لحاجة الجزائر له ولصعوبة تعويضه في المرحلة الحالية .
والمتتبع لشأن المخيمات يستغرب التحول في التعامل مع الجائحة بين مرحلة البداية ( اللامبالاة والتسييس واستغلالها للتضييق ) ومرحلة اصابة القيادة ( الاستنفار والتوعية وتطبيب القيادة وتوفير اللقاح لها ) ، دون أن ننسى مرحلة بينية لعبت خلالها جبهة البوليساريو على وتر الجائحة من اجل الاسترزاق ، فعلى سبيل المثال تسلمت مبلغ مليون اورو من الاتحاد الاوروبي من اجل مجابهة الحائجة، واستجداء الدعم الإفريقي وتوجيه نداءات متكررة داخل أوروبا واسبانيا بالخصوص وتوصلت بدعم سخي من عشرات الجمعيات بين دعم مادي ومعنوي لا يعلم مصيره ولا فيم تم إنفاقه .
كورونا جابت العالم وهزت أركانه ، لكنها حارت في المخيمات ولم تعلم سبب استغلالها ولا دواعي إنكارها في وقت معين والتصريح المبالغ فيه بخصوص حالاتها في أوقات أخرى ، العالم كله يعلن عن خوفه من كورونا ويتعامل معها بشفافية ،غير ان اقاربنا بالمخيمات لهم رأي اخر، لم يستطع الكورونا أن يجد نفسه بالمخيمات ، واستغرب من عدم كلام جبهة البوليساريو عن الموجة الاولى و الثانية، وتفاجأ من بيانها اليوم حول الموجة الثالثة والتحذير منها وإعلان اصابة 26 شخصا دون سابق إنذار أو تحضير أو تفكير في الرقم أو على الأقل تقديمه على مراحل تبين تزايد الأعداد .
نقول لكورونا لا تستغربي ، ونطمئنها للأسف بأنها موجودة ومنتشرة بالمخيمات على عكس الأرقام المصرح بها ، لكن نخبرها أن لا تحتار فالأهمية والاستنفار مرتبطة بنوع المصاب وطبيعة المريض والبيئة المعنية ، فإن كان الساكنة فهم غير ذي أهمية ولا تؤخذ إصاباتهم بعين الاعتبار ، وإن كانت القيادة فالتعبئة والتطبيب والعناية اللازمة ستكون حاضرة ومتوفرة ، كما نبلغ الكورونا أن تتغاضى عن كل استغلال سيء لها ، وإفراغها من مدلولها الصحي لأجل الأغراض السياسية ، فالكورونا بالمخيمات لا تصيب ولا تعدي ولا تقتل فقط ، بل تسجن وتعتقل وتفرض الطوارئ وتمنع التنقل ليس لأجل الحماية واحترام التدابير الاحترازية ولكن للمساعدة في إخراج جبهة البوليساريو من الهزيمة وانسداد الافق، وإنقاذها من الغليان الشعبي بالمخيمات ، ولتبرير انعدام الامن وكثرة الجوع والعطش.
اليوم تخلت القيادة عن الزي العسكري ، وخرجت بلباس الطبيب، ليس خوفا على الصحراويين، بل استغلالا لجائحة كورونا من اجل بسط المزيد من السيطرة و منع اي مقاومة أو تمرد .
و يبقى السؤال مطروحا، هل غالي مدرج في لائحة المرضى 26 المصرح بها اليوم؟ ، أم خرج بيان جبهة البوليساريو عن الموجة الثالثة تمهيدا لإحكام القبضة على المخيمات باسم كورونا لتسهيل إعلان وفاة ابراهيم غالي بالموجة الثالثة، أو على الأقل تبسيط تغييره (بسبب مضاعفات الاصابة وعدم قدرته على التسيير ) دون الحاجة الى الذهاب لمؤتمر استثنائي بحجة الجائحة ( والمؤتمر سيفضي الى نفس النتيجة المعلومة مسبقا تبعا للاختيار الجزائري )
وفي انتظار ما ستجود به الأيام القادمة، نتقدم بخالص اعتذارنا لكورونا على إهانتها بالمخيمات ونعترف بها بأنها جائحة وبأن المخيمات ليست استثناء عن بقية العالم، ولكن القيادة بالمخيمات هي الاستثناء، ونعتذر عن استغلالها السياسي بشكل مقيت، لتمكين طغمة متحكمة تأبى التنازل عن المناصب مهما بلغ بها العمر ، ومهما مرضت ، كل عضو من القيادة يتشبث بالمنصب الى آخر رمق وينتظر موت رفيقه ليخلفه ولو لساعات.
امتلاك خط هاتفي خط أحمر …الجزائر تعزل الصحراويين بالمخيمات عن حقيقة الرفاهية في الأقاليم المغربية
في خطوة تزيد من معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر، أصبح من غير الممكن لهم، ابتداء…