الدولةاللعبة
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا
صدق الله العظيم
قيادة البوليساريو تصور للمغرر بهم من الاتباع وجود ” دولة ” فوق أرض جزائرية مستعارة، وهي الكلمة التي تدغدغ مشاعر القيادة وتجعلها تمشي باستعلاء داخل المخيمات وتوزع المناصب والمراكز من رئيس ووزير وسفير وغيرها من الأسماء التي تخولها استعباد الساكنة والتحكم فيها ، وطبعا نظام البوليساريو القمعي يعول على تسمية ” الشرطة ” و” الدرك” لتحسين تسميات الميليشيات القمعية التي تمارس تركيع المواطنين بكل الوسائل الدنيئة.
“دولة المنفى” تشبه لعب الأطفال الصغار الذين يشتركون لعبة معينة وعند أول احتكاك او اصابة يخرج الطفل باكيا دون سابق انذار ويقول بملئ فمه : ” ما اتلينا لاعبين ” ( انتهى اللعب).
الدولة المستعارة تشبه اللعبة التي ينخرط فيها الجميع من ساكنة المخيمات بين مشارك بإرادته وبين مشارك رغما عنه ، ولكن عند أول احتكاك يقول المتضرر : ” ما اتلينا لاعبين ” ( لن نلعب ) ، وترى المتضرر من ” الدولة اللعبة ” يقول : ” لسنا دولة ” ، وينطلق وعشيرته يهاجمون الدولة الوهم ويرفضون الانصياع لقوانينها ، فيخرج عليها نظام القيادة بالقمع بواسطة شرطته ودركه، فترد عليه العشيرة : لسنا دولة ، هل صدقتم انفسكم ، لقد اتفقنا على اللعب جميعا داخل لعبة الدولة ، ولن نقبل ان تمارس اللعبة علينا، ونحن نعرف ” البئر وغطاءه”.
الشاهد ، ما حصل ويحصل منذ أزيد من شهر داخل المخيمات من صراع قبلي مع نظام عصابة جبهة البوليساريو ، حيث قامت قبيلة الرگيبات لبيهات باستهداف مقر لشرطة البوليساريو انتصارا لأحد أبناءها بعد تهريب الشرطة للمتهم في قضيته، فجاءت القبيلة واختطفت عناصر الشرطة من المركز واحتجزتهم داخل خيمة كنوع من الاحتجاج على القيادة وعلى نظامها الفاشل في انصاف المظلومين وعقاب المجرمين.
عناصر الشرطة وان كانوا يمثلون نظام ” الدولة ” كما يقال ، الا انهم بمنطق اللعبة ليسوا في النهاية سوى ابناء قبيلة أخرى هي قبيلة الرگيبات أولاد موسى ، التي احتجب على اختطاف ابناءها ( ولو انهم شرطة) وهجمت هي الاخرى على مقر الشرطة واعتصمت مطالبة بأخذ حق ابناءها ، ووجهت الاتهام للقيادة بعدم القدرة على حماية النظام. لكن القيادة حاولت اللعب على وتر القبلية وصورت الامر على انه صراع بين القبيلتين وهو أمر لا علاقة له بالواقع الذي يثبت ان القبيلتين تواجهان معا القيادة وليس بعضهما ، ويحاولان الاثبات بالدليل ان لا وجود لدولة ولا غيرها ، وانما هي لعبة ستظل سارية ما دام الجميع راضيا، لكن سرعان ما تتوقف لعبة الدولة حين تتأثر احدى العائلات بشيء او تواجه خطرا معينا ، فتنبري للدفاع عن نفسها لمواجهة الخطر ولو بالهجوم على القيادة وعلى الدولة الوهمية ، لان الكل يعرف ان لا وجود لدولة ولا لمؤسسات.
القيادة لكي تهدئ الاوضاع لجأت الى المجلس الاستشاري لشيوخ القبائل ، طلبا لتدخله في اسكات الفوضى داخل المخيمات، ثم قررت القيادة مواجهة احتجاج سلمي نظمته قبيلة الرگيبات اولاد موسى، فقامت بالتنكيل بالمتظاهرين واعتقال البعض منهم ، وأمعنت في تعذيب المعتقلين واهانتهم ، ويتعلق الامر بكل من : الناجم المحفوظ، محمد ولد الديدة،محمد ولد الفقير ، الشيخ ولد عينة.
ولا زالت الاحداث تتسارع والقبائل مستعدة للأسوأ، ولن يثنيها أي قرار او حالة طوارئ داخل المخيمات، ولن توقفها القوانين الوضعية لجبهة البوليساريو ولا لمؤسساتها الوضعية التي لا تمثل سوى الفيافي والكذب ، ولا تخدم سوى القيادة لوحدها دون غيرها، فمهما تعد القيادة ساكنة المخيمات ومهما تمنيهم به من احلام اليقظة فهي أولا لا تملك لهم شيئا لان فاقد الشيء لا يعطيه، ثم لا تستطيع ان تقنعهم لانهم يعرفون أنها ليست مبنية على اساس ، وانها مجرد شيطان يتمثل في صفات مختلفة ويتلون بحسب حاجته ورغباته ، ولا نملك وإياهم سوى التعوذ من ذلك الشيطان الرجيم، ونتمنى ان يفك الله أسر جميع الصحراويين وان يريحهم من بأسه ومكره وخبثه وطلاسيمه.
#كامل_التضامن_مع_المعتقلين_والمعنفين
#يا_ليت_قومي_يعلمون
#منتدى_فورساتين
دماء الصحراويين فوق الاراضي الجزائرية: سرقة أحلامهم وأعضائهم تحت وطأة القهر والرصاص
في قلب مخيمات تندوف الواقعة تحت سيطرة عصابة جبهة البوليساريو وبدعم من النظام الجزائري، يعي…