تحتفل جبهة البوليساريو بذكرى الوحدة الوطنية ، بتاريخ 12 اكتوبر من كل سنة ، وتعتبره حدثا تستمد منه شرعية مزعومة، ليست سوى شرعية مسروقة ومغتصبة اذا ما فهمنا السياق الذي يتزامن مع تلك الذكرى
فورساتين
الصحراويون جميعهم يتذكرون تاريخ 12 اكتوبر 1975 , بمنطقة عين بنتيلي ، ولن ينسوا ذلك الاجتماع الذي انقلب فيه مراهقون وشباب طائش ضد شيوخ القبائل بالمنطقة، ورفعوا السلاح في وجه كبار السن ، واستولوا على مصير القبائل، وجردوها من الأموال والسلطة ، لبناء مشروع وهمي رفضه العقلاء والشيوخ في ذلك الوقت ، فيما تبعه البعض ترغيبا وترهيبا وحتى سذاجة.
مراهقون لا يحوزون تكوينا علميا ولا أكاديميا ولا يتمتعون بأي تجربة تذكر ، أعلنوا الثورة على المجتمع الصحراوي أولا ، وعلى تقاليده ، وعلى الشرعية التاريخية لرموزه ، وتحللوا بإيعاز خارجي من بيعة ثابتة بين القبائل الصحراوية وملوك الدولة العلوية ، بعدما أقنعوا الصحراويين أنهم أسسوا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، من الاستعمار الاسباني، وهو ما جعلهم يتلقون دعما شعبيا كبيرا ، قبل أن تتغير مخططاتهم وأهدافهم ، ويبيعوا أنفسهم لدول الجوار ، وينخرطوا في مخططات لعينة ، لا زال الصحراويون يدفعون ثمنها الى يومنا هذا ، من حياتهم ومستقبلهم ، وفراق عوائلهم ، وفقرهم وحرمانهم ، وبقاء جزء منهم فوق تراب الغير خدمة لأهداف الغير.
تاريخ الوحدة الوطنية المزعوم، هو تاريخ مشؤوم، يخلد لانتهاك مسؤولي البوليساريو للاعراف، واختطافهم بعد اجتماع 12 اكتوبر لآلاف الصحراويين ومصادرة أملاكهم ومواشيهم، وتفريق الابن عن ابيه، والزج عن زوجته ، والأخ عن أخيه، إنها مأساة حقيقية لم يستطع نصف قرن من الزمن أن يمحي آثارها وندوبها، أو أن يشفي جراحها الغائرة.
في ذلك التاريخ ، باجتماع عين بنتيلي ، جاء الصحراويين جميعا ليطلبوا الوحدة الوطنية بعد جلاء الاستعمار، الوحدة مع المغرب الوطن الأم، الدعوة لتطبيق تعاليم الشريعة الاسلامية باتباع السلطان الذي كانت تدعوا له القبائل الصحراوية في حلها وترحالها، لكن قرارا اتخذ في سرية تامة، وفي عتمة الليل ، وبأوامر من جهات خارجية ، بإقبار الوحدة الوطنية ، والمضي قدما في مشروع الجبهة الانفصالية ، دون رغبة أو تأييد أحد من الحاضرين .
جبهة البوليساريو تضحك على نفسها ، وهي تحتفل كل سنة بذكرى وحدة وطنية رفعت السلاح في وجهها، وتتبنى في أبجدياتها الاحتفال بذلك اليوم، في احتقار للتاريخ ، وازدراء لتطلع الصحراويين ، بينما الصحراويون باتوا اليوم يعرفون حكمة شيوخ القبائل الصحراوية ، ورجاحة عقل كبار السن بتاريخ 12 اكتوبر 1975 , حين حذروا من مشروع الجبهة الانفصالية، ووقفوا ضد مؤسسيها من المراهقين الطائشين ، ودعوا الى حلها، وتبني الوحدة الوطنية الحقيقية، لتظهر التاريخ أنهم كانوا على حق، بعدما شاخ المراهقون في مناصبهم ولا زالوا يمنون النفس بأحلام فارغة، لا وجود لها الا في اذهانهم ، جنت على الصحراويين وأكلت من أعمارهم ودمرت حاضرهم ومستقبلهم ،بعدما سرقت ماضيهم وعزتهم.
الأكيد أن الصحراويين اليوم كما الأمس ، مع الوحدة الوطنية بمفهومها التاريخي ، بمفهومها الحقيقي، بمفهومها المنطقي، وحدة الصحراء مع مغربها، وليس وحدة قيادة البوليساريو المشوهة، التي تحاول اليوم لملمة شتاتها، وتسعى جاهدة لإبقاء بعض الصحراويين الى جانبها بعدنا انفضوا عنها وتركوها قائمة ، وصارت تخرج بين الفينة والاخرى مبادرات لتدارك الأمر ، منها ما أشاعته بالمخيمات من عزمها منح تعويض سخي وجبر الضرر عن سجناء معتقلاتها، وعن نيتها تنظيم مؤتمر للمصالحة بالمخيمات ، في مناورة مفضوحة ، تعكس مدى الضعف والهوان الذي وصلت اليه ، ونتيجة تزايد السخط والضغط الشعبي بمخيمات تندوف ، لكن هيهات أن تفلح تلك المناورات في جمع الصحراويين ، فما لم يجتمع بالحكمة والعقل، ولم يجتمع بالسلاح والقوة والسجن ، لن يجتمع بالكذب والتضليل وبيع الأوهام.
#يا_ليت_قومي_يعلمون
#منتدى_فورساتين
دماء الصحراويين فوق الاراضي الجزائرية: سرقة أحلامهم وأعضائهم تحت وطأة القهر والرصاص
في قلب مخيمات تندوف الواقعة تحت سيطرة عصابة جبهة البوليساريو وبدعم من النظام الجزائري، يعي…