نهاية مؤتمر البوليساريو ..تجديد القديم واستمرار لسنوات الضياع فوق التراب الجزائري
انتهت مسرحية مؤتمر جبهة البوليساريو ، المؤتمر الذي ابتدأ ب 5 أيام ، فشهد زيادتين متتاليتين في أشغاله ، ليصل في النهاية ل 10 أيام بلياليها ، وحتى في ليلته الختامية لم تخرج أسماء قيادة التنظيم الا بشق الأنفس ، بعد مخاض طويل واتصالات وتوافقات وتنازلات ووعود لهذا وذاك.
مؤتمر جبهة البوليساريو تم تهريبه الى مخيم الداخلة أبعد نقطة في المخيمات ، بعدما كان يقام في ما تسميه البوليساريو كذبا بالأراضي المحررة ، التي فقدتها الى الأبد بحركاتها البهلوانية وبياناتها الفارغة ، وإعلانها الغير مسؤول للحرب من جهة واحدة ، لتخسر كل شيء وتنغلق على نفسها ، محاولة تدارك ما يمكن تداركه رغم فوات الأوان .
وبحثا عن إنقاذ نفسها من الانهيار ، وحفاظا على ما تبقى من لحمتها ، وخوفا من هروب الأنصار والأتباع عن حظيرتها ، دعت لمؤتمر شعبي لتجديد هياكلها التنظيمية ، رافعة شعارات رنانة ، ووعودا براقة ، لم ينل منها الصحراويون سوى السراب.
أنفقت وصرفت وبذرت أموال الشعب الجزائري على جلب ودعوة شخصيات من مختلف بقاع العالم، منحوا تذاكر السفر وإقامات مجانية ونقلا وتغذية ، وأغلبهم رجع بمبلغ مالي نظير مساهمته في المؤتمر ، ومحملا بالهدايا التذكارية ، عرفانا له على تأثيث المشهد بمخيمات تعيش فيها ساكنة لم يدعها أحد لتختار القيادة أو لتساهم في تقرير مصيرها بشكل من الأشكال ، بل انتدب من قيل أنهم يمثلونها من الأتباع والموالين، ممن يأتمرون بأمر القيادة وليس لهم قرار ليسهموا في مؤتمر اختيار قادة جبهة البوليساريو .
أخيرا ، انتهى المؤتمر بإعادة التجديد لغالبية القيادة ، ولنفس الوجوه التي تتناوب على السلطة منذ قرابة ال 50 عاما ، ولعل أفضل تعليق على مسرحية المؤتمر ما تتداوله الساكنة المسكينة ، وهي تتساءل : ” لماذا كل هذا التهليل والأموال المصروفة على المؤتمر : وفي النهاية تصعد تقريبا نفس المجموعة. ألم يكن أولى أن تقوم القيادة بالتمديد لنفسها أربع سنوات إضافية بدل كل هذا اللغط”.
ومن طرائف المؤتمر ، أن صحراويا مقيما باسبانيا ، مقربا من القيادة ، سبق أن قدم منحة لجبهة البوليساريو بقيمة مليون يورو ، وصادف أن ترشح في المؤتمر لعضوية الأمانة الوطنية داخل البوليساريو، فلم يحصل على أي شيء، فتداول الصحراويون ما وقع له بكثير من السخرية ، موجهين له اللوم بسبب منحته المالية للقيادة وزعيمها ابراهيم غالي ، ويقولون لو أنه وزع المليون يورو على المؤتمرين لمنحوه زعامة جبهة البوليساريو بدلا من ابراهيم غالي وليس فقط عضوية في أمانتها الوطنية.
انتهت مسرحية المؤتمر ، وأعيد اختيار غالبية القيادة ، ونقول اختيار لأن التصويت الذي أعلن عنه والصناديق التي جيء بها ، وطوابير الانتظار للإدلاء بصوت لهذا أو ذاك ، ولا حتى مسرحية الاختيار بين شخصين لتولي أحدهما زعامة البوليساريو ، فكل ذلك ليس سوى للاستهلاك الاعلامي ، وللتسويق الخارجي ، وتجميل الواقع المر ، وتجاوز نظرة العالم لتنظيم البوليساريو باعتبارها تنظيما دكتاتوريا يعتمد نظام الحزب الواحد والقيادة الواحدة.
ولا دليل على زيف الصناديق ومسرحية التصويت ، من أن القيادة استغرقت يوم أمس يوما وليلة ولم تفرج عن النتائج الا في الساعة الاولى من صباح اليوم ، بعدما كان مقررا إعلانها مساء أمس على الساعة السادسة ثم تغييرها لاحقا الى الساعة الثامنة والنصف ، ولم تستطع أن تخرجها في وقتها لأن الصناديق التي اعتمدتها لتجميل صورتها الخارجية ، أطلقت رصاصة الرحمة على صعود غالبية القيادة من هرم السلطة في جبهة البوليساريو ، فكان لزاما أن تتدخل القيادة لإنقاذ نفسها ، فلوحظ قبل إعلان النتائج أمام المؤتمرين ، أن رئاسة المؤتمر ظلت في كل مرة تستدعي شخصا أو اثنان من داخل القاعة الى قاعة فرز الأصوات ، وتستغرق معهم وقتا ، ثم يعودون وتنادي على غيرهم وهكذا دواليك ، ليفهم لاحقا أنها كانت تطلب وتترجى من البعض التنازل عن مقاعدهم لغيرهم من القادة الراسبين ، حفاظا على التوازنات القبلية ، وحفظا لكرامة كبار القادة الذين سقطوا سقطة مدوية .
جبهة البوليساريو بعد تزوير نتائج المؤتمر ، من المؤكد أنها ستدفع ثمن تنازل البعض عن مناصبهم مقابل تعيينات في مناصب مهمة أو تكليف بمهمات مؤدى عنها ، مقابل الحفاظ على صورة القيادة في حلتها المعتادة ، ليقال أنها تمثل كل الصحراويين ، بينما الحقيقة غير ذلك ولا تحتاج دليلا أوضح من مسرحية المؤتمر .
#يا_ليت_قومي_يعلمون
#منتدى_فورساتين
امتلاك خط هاتفي خط أحمر …الجزائر تعزل الصحراويين بالمخيمات عن حقيقة الرفاهية في الأقاليم المغربية
في خطوة تزيد من معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر، أصبح من غير الممكن لهم، ابتداء…