اجتماع “العبث الوطني” لجبهة البوليساريو: حين تتحدث العصابة عن النظام والمقاومة وقمة افريقيا للزراعة
فورساتين
في مشهد هزلي جديد لا ينقصه شيء من المبالغة والادعاء، اجتمع المكتب الدائم لما يسمى “الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو” ليعيد تدوير الخطاب التقليدي الممل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، الاجتماع الذي يرأسه إبراهيم غالي، زعيم العصابة، كان مناسبة لتكرار الأسطوانة المشروخة حول “الكفاح الوطني” و”القضايا المصيرية”، وهي مصطلحات باتت أشبه بالنكات التي لا تضحك أحدا.
أحد محاور الاجتماع كان “ملفات التسيير والرقابة”، وهو أمر يدعو للضحك بمرارة، فعن أي تسيير يتحدثون؟ وعن أي رقابة؟ الواقع يشير إلى أن الجبهة تمارس فسادا ممنهجا منذ عقود، حيث تتحول المساعدات الإنسانية إلى جيوب القادة، بينما يعاني سكان المخيمات من الفقر والبؤس، أما الرقابة، فهي مجرد شعار يرفع لتجميل الوجه القبيح لقيادة لا تعرف سوى القمع والتضليل.
ادعت الجبهة تحقيق “حضور بارز” في قمم إفريقية، بينما الحقيقة أن وجود “الجمهورية الوهمية” في مثل هذه الفعاليات لا يتعدى كونه مجاملة لبعض الأنظمة الموالية لها أو نتيجة لضغوط جزائرية ورغم ذلك تتوالى قطيعة الدول لجبهة البوليساريو وتعليق الاعتراف بها الى غير رجعة، أما الحديث عن “قمة الاتحاد الإفريقي للزراعة”، فيبدو أن البوليساريو باتت خبيرة حتى في الزراعة، رغم أنها لم تستطع زراعة شيء سوى الخيبة واليأس في قلوب أتباعها، وقمة الزراعة فرصة من الفرص التي يقتنصها زعيم البوليساريو للحضور والتصوير ب “الدراعة” والتباهي أمام الأتباع.
كالعادة، لم ينس الاجتماع تقديم التحايا لعناصر الميليشيات أو ما يسمى “الجيش الصحراوي”، والتنويه ببطولاتهم الخيالية ، لكن الواقع يظهر أن عناصر الميليشيات مجرد أدوات تحركها القيادة للضغط السياسي، دون أن تحقق شيئا يذكر، وعرج الاجتماع على التنويه بمن سماهم “بطلات وأبطال الاتفاضة”، وهو أمر لا يتجاوز كونه عنوانا آخر للمبالغة الدعائية التي لا تجد صدى خارج بيانات الجبهة، ولا وجود لها في الواقع.
ما زالت البوليساريو تصر على ارتداء عباءة “الضحية”، مطالبة الأمم المتحدة بمساعدتها في التحرر، رغم ان الصحراويين بالاقاليم الجنوبية هم من يطالبون بتحرير ساكنة المخيمات من قبضة القيادة، التي ترفع شعار الحرب وتصعيد القتال ، وتدعي في ذات الوقت أنها تمد يدها للسلام، حتى أصبحت أضحوكة العالم، في وقت ذهب فيه المغرب الذي يملك السيادة التاريخية والقانونية على الصحراء المغربية، الى تجسيدها على ارض الواقع، واستطاع كسب نقاط كبيرة على جميع الاصعدة، وحاصر الاطروحة الوهمية وعزلها، وذلك ما تعبر عنه مواقف الدول الكبرى الداعمة له وكذا الحقائق التاريخية التي لا ينكرها الا جاحد.
ما يحاول المكتب الدائم للجبهة التغطية عليه هو الانهيار الداخلي الذي تعيشه البوليساريو، من انقسامات في صفوف القيادة إلى تزايد السخط الشعبي في المخيمات، والحديث عن “الواجهات العسكرية والسياسية والإعلامية” لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون، في ظل عزلة دولية متزايدة وتآكل الدعم الشعبي، الذي صار ينظر الى كل اجتماع للمكتب الدائم لجبهة البوليساريو كمشهد جديد من مسرحية مملة ومكررة ، والبيانات الصادرة عنه تتضمن فقط الادعاءات واللغة المنمقة التي لا تخفي ولن تستطيع حقيقة أن هذه عصابة البوليساريو باتت تعيش على الهامش، أسيرة خطابها الشعبوي وأوهامها التي عفى عليها الزمن.
#منتدى_فورساتين
بالفيديو.. أزمة التراخيص تفجر مواجهات جديدة عند معبر الرابوني
تسببت أزمة التراخيص مجددا في اندلاع احتجاجات واسعة عند معبر الرابوني، حيث منعت ميليشيات ال…