‫الرئيسية‬ Actualités التمييز العنصري ضد الطلبة الصحراويين في الجزائر: عنف ممنهج وصمت مريب
5 فبراير 2025

التمييز العنصري ضد الطلبة الصحراويين في الجزائر: عنف ممنهج وصمت مريب

فورساتين

تشهد المؤسسات التعليمية الجزائرية، سواء الثانوية أو الجامعية، تصاعدا خطيرا في حالات التمييز العنصري والعنف ضد الطلبة الصحراويين القادمين من مخيمات تندوف، حيث يتعرضون لممارسات مشينة تتراوح بين الاعتداءات الجسدية واللفظية، وسط تجاهل متعمد من الجهات المسؤولة، بل وتواطؤ بعض الإدارات التعليمية في هذه الانتهاكات.

في حادثة صادمة، تعرضت طالبات صحراويات في إحدى الثانويات الجزائرية للضرب المبرح من قبل زملائهن بأمر ومشاركة شخصية من مدير المؤسسة، مما يعكس حجم العنصرية التي تمارس بشكل ممنهج ضد هؤلاء الطلبة، ولم يكن هذا الحادث معزولا بل يأتي في سياق سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تتكرر بين الفينة والأخرى، حتى باتت سمة مميزة وعنوانا للحياة الدراسية للطلبة الصحراويين في الجزائر.

الطلبة الصحراويون، الذين يفترض أن يكونوا في بيئة تعليمية آمنة، يجدون أنفسهم عرضة للتمييز والإهانة والتوصيفات العنصرية المهينة التي تنال من كرامتهم وإنسانيتهم، وليس الأمر مقتصرا على الطلبة الجزائريين وحدهم، بل امتد ليشمل بعض الإدارات والمسؤولين داخل المؤسسات التعليمية، حيث يسجل تورط كثيرين منهم في دعم هذه السلوكيات العنصرية، إما بالصمت والتغاضي أو بالمشاركة المباشرة في تعنيف الطلبة الوافدين.

الأدهى من ذلك هو الصمت المطبق من عصابة قيادة جبهة البوليساريو، التي يفترض أن تكون المدافع الأول عن حقوق الطلبة الصحراويين في الجزائر ، الا أن الواقع يكشف عكس ذلك، فهذه القيادة المنبطحة للنظام الجزائري، لا تحرك ساكنا أمام هذه الانتهاكات الصارخة، وكأن حياة وكرامة أبناء مخيمات تندوف لا تعنيها في شيء.

هذا التجاهل والتواطؤ زاد من تفاقم الأزمة، حتى أصبحت العائلات في المخيمات تفضل إعادة بناتها خوفا من التحرش والمضايقات والتوصيفات المهينة التي يتعرضن لها في المدارس والجامعات الجزائرية، بل ولم تعد المشكلة تقتصر على التمييز فقط، ذلك انها باتت تشمل تهديدا حقيقيا للسلامة الجسدية والنفسية للطلبة الصحراويين، خاصة الفتيات، اضافة الى نعت الجزائريين للطلبة الصحراويين بالعالة على الدولة الجزائرية والمستفيدين من مقدرات الشعب الجزائري، متناسين ان هذا الكلام ينطبق على عصابة قيادة الجبهة ومن يصرف عليها من جنرالات الجزائر الفاسدين وصناع القرار بالنظام الجزائري.

إن استمرار هذا الواقع العنصري في ظل غياب أي رد فعل من المؤسسات الرسمية الجزائرية أو منظمات حقوق الإنسان يشكل فضيحة أخلاقية وإنسانية، وإذا ما استمر هذا التجاهل، فإن مصير مئات الطلبة الصحراويين سيكون إما الرضوخ لهذا الواقع المرير، أو مغادرة مقاعد الدراسة خوفا على حياتهم وكرامتهم.

إن كان النظام الجزائري يدعي دعم الصحراويين، فعليه أولا ضمان أمنهم وكرامتهم داخل حدوده، بدلا من السماح بمثل هذه الممارسات العنصرية المقيتة، أما عصابة قيادة البوليساريو فقد اصبح واضحا أنها لا تبالي بمعاناة ساكنة المخيمات، إذ لا يهمها سوى الحفاظ على امتيازاتها ومصالحها الضيقة.
#منتدى_فورساتين

——————–

المرفقات : صور وفيديو طالبات من مخيمات تندوف ضحايا تعرضن *لتعنيف وضرب من طرف مدير مؤسسة ثانوية بالجزائر* ، واهانة وسب وشتم من طرف الطلبة الجزائريين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

‫شاهد أيضًا‬

اشتباك في تندوف.. عناصر أمنية جزائرية في مواجهة ميليشيات البوليساريو عند نقطة تفتيش

اليوم، وعلى الطريق الرابط بين الرابوني ومدينة تندوف، شهدت المنطقة حادثا خطيرا يكشف عن هشاش…