المبعوث الأممي والبذلة الصفراء.. رسالة مبطنة إلى قيادة لا تتغير
فورساتين
عاد المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا إلى مخيمات تندوف بعد عامين ونصف، ليجد أن لا شيء تغير: نفس الوجوه، نفس الشعارات، نفس الخيام، وربما حتى نفس الكؤوس الفارغة، لكنه هو الآخر لم يرد أن يكون مختلفا، فقرر العودة بنفس البذلة التي زار بها المكان سنة 2022، نعم، نفس البذلة ، نفس اللون، نفس التصميم، ونفس الإحساس بالملل.
هل هي مجرد صدفة؟ ، أم أنها رسالة دبلوماسية ناعمة من خبير المخضرمين في السياسة الدولية؟ ، فاللون الأصفر الذي اختاره دي ميستورا لا يعد عاديا في عرف الألوان، إذ يقال عنه في الثقافة الشعبية إنه لون “الهم والكسل”، وكأن الرجل أراد أن يقول لرفاق إبراهيم غالي: “أنا متضايق من زيارتكم، لكن مجبر لا بطل”.
وقد يرى البعض في هذا الثبات في الملبس توازيا ساخرا مع الثبات السياسي داخل الجبهة، التي لم تجر أي تغيير على مستوى القيادة منذ قرون سياسية، وربما قيادة البوليساريو تفطنت او وصلها تذمر المبعوث الأممي لتعلن عن تعيينات جديدة لم تكن سوى تدوير الكراسي والمناصب بين نفس الوجوه القديمة ، وهو ما لم ولن ينطلي على ديميستورا ، ليصر في صباح اليوم الموالي للتغييرات المعلنة الحضور ولقاء ابراهيم غالي بالبذلة الصفراء ، وكأن دي ميستورا يقول لهم: “أنتم لا تغيرون خطابكم ولا وجوهكم ولا واقعكم، فلماذا أغير أنا بدلتي؟”.
أو ربما أراد المبعوث الأممي ، بخفة ظل أممية، أن يبعث برسالة خفية مفادها: “أنتم تغشون شعبكم وشركاءكم، وأنا أرتدي اللون الأصفر، رمز الخداع في بعض الثقافات، لأذكركم بأن العالم لم يعد يبتلع مسرحيتكم”.
وهكذا تحولت بدلة بسيطة إلى مادة للسخرية والتحليل، أكثر مما أثارته بيانات الجبهة التي لا يسمعها إلا مسؤولوها، فـدي ميستورا فهم اللعبة جيدا، واختار أن يشاركهم بروتوكول الجمود بلباس رسمي متقن.. لكنه بلا روح، تماما كما تفعل الجبهة في كل مرة.
#المرفقات : صورتان احداهما بتاريخ اليوم 05 ابريل 2025 , والثانية بتاريخ 04 شتنبر 2022 .
#يا_ليت_قومي_يعلمون
#منتدى_فورساتين
“عبيد في سوق النخاسة” .. احتجاجات عناصر شرطة بسبب استمرار قطع رواتبهم لشهور يكشف انهيار جبهة البوليساريو
تواجه جبهة البوليساريو انحدارا خطيرا على جميع المستويات، انعكس بشكل مباشر على مقدراتها الم…