القرار الأوروبي جاء بالرفض وليس الإدانة بحضور محتشم يعكس رفض غالبية أعضاءه للمشاركة في الفضيحة ، أما المغرب فتحسب لههزيمة اسبانيا التي استقوت بالاتحاد للخروج من ورطة التستر على استقبال مجرم حرب ، ولن يضر المغرب قرار البرلمان الأوروبي الذيانزلق عن السكة وتخلى عن القضايا الانسانية العادلة.
رغم أن قرار الاتحاد الأوربي في حق المغرب ، لا يرقى لتسمية قرار بسبب ضعف المشاركة ، وقلة المصوتين عموما، على عكس قرارات الاتحادالأوروبي في العادة التي يحضرها غالبية الأعضاء ، ويكون لها صدى ووقع أكبر.
لن نتحدث عن كون القرار هو مجرد قرار رفض ، وليس إدانة للمغرب على عكس الدعاية الجزائرية ، التي انطلقت أبواقها تهلل وتزغرد فرحةحتى كادت أن تتخذ اليوم عيدا ، أي أخوة هاته، وأي عار يلحق بالنظام العجوز الذي يثبت يوما عن يوم حقارته وتفاهة القائمين عليه.
في وقت خرجت مؤسسات دولية عتيدة ، تدافع عن المغرب ، وتنصفه ، وتطلب من الاتحاد الاوروبي التزام الحياد في قضية بينية تخصالمغرب واسبانيا، ولا تمس بأي حال من قريب ولا من بعيد بالاتحاد الاوربي ، الذي حشر نفسه ، أو حشرت بعض الجهات المعلومة ، وذووالتوجهات العنصرية المقيتة، ممن يسبحون في المياه العكرة.
قد يحسب للمغرب أنه استطاع ارضاخ اسبانيا، وإركاعها، ونجح في السيطرة على جموحها وتفنن وأبدع في تأديبها على كل الأخطاءالمتراكمة في حق المملكة المغربية، لم يكن آخرها استقبال ابراهيم غالي المسؤول الأول عن العشرات من عميات التعذيب والابادة الجماعيةوالسجن والتهجير والقتل البارد ، وتشتيت الآلاف من الصحراويين.
ألم يكن أولى أن يدافع البرلمان الاوروبي عن الضحايا الصحراويين الذين يطالبون بإنصافهم ويسعون الى تسليط الضوء على معاناتهم ،ومنهم المئات من الحاملين للجنسية الاسبانية، والالاف من الحاملين لجوازات سفر أوروبية ممن اختاروا أن يندرجوا ضمن فئات ” بلا وطن“،حتى يتمكنوا من الهروب من جحيم المخيمات، ومنهم من طلب اللجوء بفرنسا وغيرها من الدول ، بحثا عن العيش الكريم.
كيف استطاع البرلمان الأوروبي أن يعاكس المواثيق الدولية، ويصطف مع دولة ظالمة معتدية، سوقت معطيات مغلوطة عن دخول سبتة المحتلة،وفبركت ملفات حقوقية للتغطية على انتهاكها لحقوق الآلاف من الصحراويين الأبرياء.
البرلمان الأوروبي انتصر لعضو بالاتحاد الأوروبي ، ولم ينتصر للحقيقة، اصطف مع الصديق في الاتحاد ، وتخلى عن الحق، وظف السياسةعلى حساب الحقوق الانسانية، راعى للإقتصاد المشترك ولم يراعي للانسانية الأقدس.
حين أراد أن يصوت البرلمان الأوروبي اليوم الخميس، على قرار “انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واستخدام القاصرين في أزمةالهجرة في سبتة”، لم ينظر أو يلتفت الى حقوق الطفولة المهضومة بالمخيمات وتجنيد الأطفال من طرف الميليشيات التي يديرها ابراهيم غالي، الذي هربته إسبانيا كما سهلت دخوله في سرية وبتزوير وثائق الهوية ، ورغم ذلك لم يحرك البرلمان الأوروبي ساكنا .
اسبانيا كما الاتحاد الأوروبي كان الأجدر بهم أن يفكروا في أزمة سبتة ، ويثمنوا مجهودات المغرب في حماية الحدود ، ومنع المتسللين ، وأنينظروا لحوادث العبور كدرس يأخذون منه العبر .
المغرب تحمل مسؤوليته في إعادة القاصرين بأمر ملكي الى ذويهم ، وهو ما يثبت زيف الرواية الاسبانية ، فالأطفال وإن تنقل بعضهم فضولاوحبا للمغامرة المرتبطة بفترة المراهقة، وبسبب تناسل الاشاعات المشجعة في ظرف زمني قصير ومتداخل، لم تملك مع أسرهم الفرصة لثنيهمأو تعطيل تنقلهم، إلا أنهم عادوا جميعا ، وقد سجل تسابق الصحافة الاسبانية لتصوير بعضهم، وتشجيع البعض عبر سماسرتها علىالتحدث عن قصص لا أساس لها في الواقع خدمة لأهداف سياسية، وطلبا لأحداث تخدم توجهها المعد له مسبقا في الذهاب الى البرلمانالأوروبي بملف إنساني معزز بمشاهد مخدومة تساعد على إقناع البرلمان الأوروبي للمصادقة على إدانة المغرب في ملف حقوقي معد علىمقياسها.
ورغم الجهود الاسبانية، فقد تخلف أعضاء البرلمان الأوروبي عن الحضور ، وعقدت الجلسة بعدد لا يشرف القرار ، ولا يعكس التوجهالأوروبي .
وفي النهاية ، وحتى إن كان الاتحاد الأوروبي حضر بكامل أعضاءه وصوت بالإجماع على قرار الإدانة وليس الرفض كما فعل ، نتخيل أنهأدان المغرب بكامل أعضائه ، فماذا كان سيحدث ؟.
طبعا لا شيء ، لطالما أدان الاتحاد الأوروبي دولة تركيا ، وأدان غيرها ، فماذا حدث ، لا شيء ، قرارات لا تقدم ولا تؤخر ، فالمغرب هزمإسبانيا ، واسبانيا استقوت بحلفاءها، والحلفاء انتصروا للظلم وهذا يدينهم ، وينصف المغرب الذي لا يضره توجه الاتحاد الأوروبي في شيء، بسبب سياسته الاستراتيجية التي ستعزل الاتحاد الاوروبي مستقبلا ، فكما قال الخبراء الأوروبيون أن الاتحاد الأوروبي هو الذي يحتاجالمغرب ، وليس العكس .
وإن غدا لناظره لقريب .
#منتدى_فورساتين
اختطاف وحرق وهجوم بمخيمات تندوف..أسبوع من الانفلات الأمني والفوضى تحت قبضة البوليساريو
تعيش مخيمات تندوف أياما سوداء من الفوضى والانفلات الأمني، تظهر حجم التدهور في المنظومة الأ…