‫الرئيسية‬ Rubrique أسرار جبهة البوليساريو : هكذا انتقم ابراهيم غالي من مدير مخابراته
2 أغسطس 2021

أسرار جبهة البوليساريو : هكذا انتقم ابراهيم غالي من مدير مخابراته

عزله من وزارة الدفاع وقطع الطريق امامه لتولي زعامة البوليساريو، حاول تلطيخ سمعته ، قبل أن يهمله في مرضه ويتركه يتعالج على نفقته الخاصة : هكذا انتقم ابراهيم غالي من مدير مخابراته #عبد_الله_لحبيب_البلال .

عبد الله لحبيب البلال ، قيادي من قيادات جبهة البوليساريو ، كان من أبرز المرشحين لزعامة الجبهة ، معروف بنظافة اليد والاستقامة ما عرضه للانتقام والتضييق والتهميش من القيادة الفاسدة التي تريد الجميع أن يتشابه معها في السرقة والنهب.

يعتبر زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي من أبرز اعداء الراحل عبد الله لحبيب، ويعود سبب العداء الى صراع بين الاثنين عندما كان ابراهيم غالي وزير دفاع، حيث وبخه عبد الله لحبيب ولد البلال ، بسبب سوء معاملته للدفعة القادمة من الجزائر والتي خضعت لتدريب مكثف ، وعند وصولها الى تندوف تم إهمالها ولم تجد من ينتظرها .
ورغم ان عبد الله لحبيب معروف بحسن خلقه ، الا انه قلب الطاولة على ابراهيم غالي ، وصرخ في وجهه ، وهو الامر الذي لم يستسغه ابراهيم غالي ، الذي انتظر الفرصة المناسبة لرد الاعتبار ، في اليوم الموالي انطلق عبد الله لحبيب للالتحاق بمنصبه كقائد للناحية الرابعة، وبدأ تنظيم الأمور وتجهيز الناحية العسكرية والاستماع للمنتمين اليها ، لكن غالي لم يمهله طويلا ، فبعد شهر واحد فقط ، استدعاه الى مقر وزارة الدفاع ، وطلب منه تسليم سيارة الخدمة والبقاء في خيمته دون سابق إنذار ، وهو أسلوب انتقامي واضح من ابراهيم غالي ، وبقي عبد الله لحبيب دون مهمة ، وتضامن معه قادة النواحي ، وسلمه أحدهم سيارة للتنقل بين النواحي بدون مهمة .
بعد مدة عين بالناحية الثانية ، وتدرج في عدد من المناصب الى أن أصبح وزير دفاع ، حيث نظم الأمور وباشر مجموعة من الاصلاحات ، وعرف بتمكنه من تدبير الامور بنزاهة ، وتحصيله للفائض في الميزانية وبقاء كل المعدات بوزارة الدفاع ، وهذا ما لم تستسغه بعض القيادات التي كانت تمارس النهب والسرقة وتبيع كل شيء .
ظل في منصبه كوزير للدفاع الى المؤتمر الخامس عشر ، حيث تآمر عليه ابراهيم غالي لاسقاطه ، وقد زادت حدة استهدافه من طرف ابراهيم غالي ، بسبب بروز اسم عبد الله لحبيب كمرشح لرئاسة جبهة البوليساريو وهو ما لم يعجب ابراهيم غالي الذي نزل بثقله لابعاد غريمه من المشهد ككل.
لم يكتف ابراهيم غالي بما سبق، بل حاول الانقاص من قدر عبد الله لحبيب ، من خلال إعفاءه من وزارة الدفاع ، ثم تعيينه بعد المؤتمر في الأمن والتوثيق ، وقد رفض عبد الله لحبيب هذا التعيين ، ورفض الالتحاق بمنصبه وتوارى عن الأنظار ، وحين كانت تزوره بعض القيادات الى مقر سكنه لمحاولة اقناعه بالعودة ، كان يقول أن ابراهيم غالي يحاول توسيخه وتلطيخ سمعته من خلال تعيينه في هذا المنصب ، كان يجزم أنه يريد استهدافه والنيل منه ، عبر توريطه في المنصب الذي يشرف على تتبع الساكنة ، ورصد فضائح الأتباع ، والجهاز المعروف بتصفيته للمعارضين وقتل البعض منهم ، وخطف المئات من الصحراويين ، كان يريد ابراهيم غالي ان يضرب بسمعته الحضيض ، وأن يخرج ملفات سابقة ، أو يعد ملفات جديدة وينسبها الى الجهاز الذي يشرف عليه عبد الله لحبيب البلال، حتى يقطع مع أي تعاطف معه، ويضرب بشعبيته الأرض ، عبر مخطط تشويهي مدروس.
لم يكتف ابراهيم غالي بهذا القدر ، بل حرمه مدة طويلة من التنقل للعلاج وعرقل غير ما مرة خروجه لاسبانيا ، وكان في كل مرة يعتمد على إمكانياته الشخصية وعلاقاته القوية بالكثير من المسؤولين ، ولكم أن تتصوروا أن قياديا من جبهة البوليساريو يشغل منصبا هاما يتعالج في اسبانيا ويسكن في منزل شاب من أقاربه ترك له المنزل والتحق بأصدقائه للاقامة معه، ولعل الغريب أن تواجد عبد الله لحبيب البلال باسبانيا للعلاج ، تواجد مع وجود ابراهيم غالي بنفس البلاد ولنفس الغرض ، ولكن المعاملة بين القائدين كانت مختلفة تماما والفرق بينهما شاسع، واحد عومل معاملة الرؤساء ، والاخر عومل معاملة العوام ، أو لم يعامل معه أصلا.
ومن الطرائف المبكية والتي تتأسف لها عائلة الراحل ، أن المنزل الذي كان يعيش فيه عبد الله ويتنقل منه واليه من المستشفى ، كان منزلا صغيرا جدا ، وفراشه رديء ، وحتى السخان المائي لم يكن يتوفر به ، فكان يستحم بالماء البارد رغم حالته الصحية السيئة، وقد كان يمني النفس بالعودة للمخيمات للراحة من هذا العناء ، لكنها الأطباء كانوا يمنعونه من المغادرة ، وضرورة بقاءه قريبا من المستشفى.
في النهاية استسلم ، ولم يكن قادرا على تحمل تكاليف العيش والتنقل، ورفض البقاء لإجراء عملية جراحية على عينيه ، لينتقل الى المخيمات ، وانتقلت له عدوى كورونا عبر أخيه الذي أصيب هو الآخر ، وبعد تدهور حالته الصحية ، تم نقله الى مستشفى عين النعجة أربعة ايام قبل إعلان وفاته، لتطوى صفحة من صفحات القيادة التي تعكس الحقد والبغض والكراهية بينها ، والانتقام والعداونية المستشرية فيما بين عناصرها ، في انتظار أن تطوى باقي الصفحات ، ليعيش الصحراويين بحرية ، ويتنفسوا الكرامة بعيدا عن مخيمات الذل ، وينخرطوا في عودة جماعية الى وطنهم الأم المملكة المغربية ، لينعموا بالاستقرار والأمن والحقوق الانسانية ، ويرفلوا بلم شملهم مع ذويهم وأحبابهم.

#منتدى_فورساتين

#الصور: توثق للحظات من استقبال وتشييع جثمان الراحل ، في غياب تام لرفاقه من قيادة الصف الاول بجبهة البوليساريو ،. وبحضور رسمي جزائري مدني وعسكري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

‫شاهد أيضًا‬

امتلاك خط هاتفي خط أحمر …الجزائر تعزل الصحراويين بالمخيمات عن حقيقة الرفاهية في الأقاليم المغربية

في خطوة تزيد من معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر، أصبح من غير الممكن لهم، ابتداء…